لم يكن الناخب المغربي مراوغا ولا لاعبا بالكلمات والمشاعر وهو يحدث انعطافه كبيرة في تصريحاته، في قراءته للحظوظ، وفي صياغته لأحلام الدورة 25 بغانا، بين أول تصريح وأول فرصة إعلامية له حتى ورجال الصحافة لم يسألوه عن دورة غانا، قال هنري ميشيل بأنه جاء خصيصا لمهمة أكبر أسمها " العودة للواجهة المونديالية".
وابدي الرجل ليونة أكبر وثقة أعمق بالنفس، وهو يؤكد إمكانية مغازلة اللقب القاري، لو عملنا الكثير من الموضوعية والكياسة يقول ميشيل" حضرت في مناسبتين مدربا ومشرفا على حظوظ المنتخب المغربي، للأسف ولسوء الحظ لم أوفق في ترجمة كل التفوق الذي كان ملازما لنا وفي أوج عطائنا كمجموعة وكمنتخب بلغ أحسن تصنيف عالمي له للفيفا، لكن حاليا الظروف مختلفة، الجمهور المغربي بات يطلب تزكية لقيمته وسمعته بداية من حيث الانتماء، حيث التتويج بكأس إفريقية يمثل الكثير له، جربت هذا رفقة تونس والكوت ديفوار، وتوصلت لقناعة ما يمثله اللقب القاري من حمولة لدى الجماهير، صحيح أنا هنا وقلتها في مهمة إعادة صياغة لحمة الأسود بعد كل الشرخ الذي عانته، وبعد كل الفراغ الذي مرت منه، لكن لم أكن أعتقد أننا سنتطور سريعا ويرتقي أداؤنا بشكل كبير في المباريات الإعدادية، بالشكل الذي يسمح لنا بإمكانية الحلم، وأتمنى أن تكون مشاركتي الثالثة موفقة هذه المرة وثابتة."
وبخصوص العراقيل التي وضعتها أمامه المحكات واللقاءات الإعدادية التي خاضها قبل الإقلاع لغانا، يقول هنري ميشيل" لا يمكن أن نخسر شيئا من مباراة إعدادية، لقد وفرت لدينا المباريات الست التي خضناها على فترات متباعدة من الزمن إمكانية إصلاح أخطاء لاحت منذ البداية، كما ساعدتنا على قراءة الفراغ الحاصل بشأن بعض المراكز، وأخيرا منح الفرصة لأكبر عدد من اللاعبين ليوضعوا تحت المجهر وليجري بشأنهم الإختيار دون ظلم، وهذا هو المهم.. الجميل أننا بلغنا كل المستويات من النجاح وفي زمن قياسي وهام، وما شجعني على تغيير الكثير من قناعاتي هو التجاوب الذي لمسته من اللاعبين، وهذا ملفت حقا."
وعن المجموعة التي يتواجد فيها المنتخب المغربي وعن ما يصله من أخبار متواثرة عن باقي المنافسين، وأيضا حظوظ الأسود على ضوء كل هذا، يقول ميشيل" لم يعد هناك مجال للحديث عن منتخبات ضعيفة وأخرى كبيرة وقوية، المنظومة الكروية تغيرت كثيرا.. قبل أن نتكلم عن الحظوظ يجب أن نتحدث عن الظروف المواكبة للدورة، هناك الطقس والمناخ وأجواء الإقامة والتحكيم ومؤثرات وأشياء أخرى طارئة، وكلها تتحكم في الحظوظ، لكن لا ينبغي أن يفهم من كلامي على أنه رسالة محبطة أو فيها الكثير من التيئيس أو التخفي لخلق أسباب الإخفاق استباقيا، لا هي ولا ذاك، إنها الحقيقة التي علمتني إياها الممارسة، إنها الأشياء الخارجة من الواقع، ومع ذلك أعتقد أننا حاليا المنتخب الأكثر تطورا في إفريقيا، المنتخب الأكثر ثباتا في الأداء وخاصة الأجواء السائدة بين اللاعبين أو مع محيط الجمهور، تجعلنا نثق في أننا قادرون على صنع الحدث بغانا."
وأشاد هنري ميشيل بروح المسؤولية المسيطرة على اللاعبين وأيضا بروح العزيمة التي تحدوهم وفي سلاسة الخطاب الذي يعبر إليهم، ملمحا إلى أنه بقليل من الحظ وبكثير من التوفيق سيجعل من مغامرته الثالثة رفقة الأسود ثابتة بطعم التتويج، وهذا ما نأمله إن شاء الله.