ربما يحتاج المدير الفني الألماني بيرتي فوجتس لأكثر من الحكمة لتوظيف الكم الكبير من المهاجمين الذين يتمتع بهم المنتخب النيجيري القوي في النسخة الـ26 من كأس الأمم الإفريقية غانا 2008.
فالنسور الخضراء يتمتعون بخط هجومي قوي، يضم في صفوفه عدة لاعبين موهوبين أمثال نوانكو كانو وجون أوتاكا وياكوبو وستيفان ماكينوا وأوبفامي مارتينز، بالإضافة إلى لاعب تشيلسي متعدد المواهب جون أوبي ميكيل.
ولكن خط الوسط النيجيري لم يكن على نفس القدر من الحظ، إذ يعاني خط الوسط من "نقص المواهب" على حد وصف المدير الفني للمنتخب الأخضر.
وهو ما قد يضطر فوجتس إلى تكليف عدد من لاعبي خط الهجوم المخضرمين بالقيام بمهام في خط الوسط كما اعتاد في الفترة الأخيرة، إذ يقوم جون أوبي ميكيل بمهام لاعب الارتكاز الدفاعي، وأمامه ماكينوا كصانع ألعاب وأوتاكا على الجانب الأيمن في محاولة لاستغلال قدراتهم البدنية الهائلة.
ورغم اعتراف المدير الفني الألماني بالمشكلة التي يعاني منها خط الوسط النيجيري إلا أنه أبدى ثقته الكبيرة في قدرة فريقه على "العبور إلى أدوار متقدمة من البطولة" وذلك رغم وقوعه في مجموعة قوية تضم كل من كوت ديفوار ومالي وبينين.
قوة الخط الهجومي للمنتخب النيجيري طالما كان من أبرز سماته، التي وضحت خلال النسخ الثلاث من كأس العالم التي شاركوا فيه من 1994، ثم 1998 حين حرموا المنتخب الإسباني بكل نجومه من التأهل للدور الثاني للبطولة، وهو نفس السيناريو الذي كرروه مع المنتخب الأرجنتيني عام 2002.
وطالما كانت قائمتهم عامرة بهدافين لامعين من أمثال نجم برشلونة والزمالك الأسبق إيمانويل أمونيكي ودانيل أموكاشي وراشيدي ياكيني، وهو الحال الذي استمر طوال تاريخهحتى رغم فشل النسور الخضراء في التأهل لمونديال 2006.
وبالإضافة لتأهل المنتخب النيجيري للمونديال العالمي ثلاث مرات، يملك في جعبته لقبين إفريقيين تحقق أولهما عام 1980، ونالوا الثاني في عام 1994، الذي شهد ما يعد أفضل جيل في تاريخهم الحافل بالنجوم التي لمعت في سماء الكرة الأوروبية.
نجم الفريق: أوبافيمي مارتينز
يملك هداف نيوكاسل دافع كبير لإثبات ولائه للقميص الأخضر في البطولة المقبلة، خاصة بعد المعاناة التي مر بها في التصفيات التي أهلت بلاده للسفر إلى غانا.
فعندما طالب الاتحاد الإنجليزي بسجل مشاركات اللاعب في مطلع 2006 وبياناته ليسجل انتقاله من إنتر ميلان الإيطالي إلى نيوكاسل، أخطأ الاتحاد النيجيري في المعلومات المرسلة، وظهر فيها أن عمر مارتينيز 29 عاما، وهو ما يفوق الواقع بستة أعوام كاملة.
وتم إصلاح المشكلة البيانات، واعتذر الطرف النيجيري عن الخطأ، لينتقل المهاجم الشاب إلى نيوكاسل، وهناك تمكن من احتلال موقع مايكل أوين المصاب في قلوب الجماهير بسرعته الكبيرة ومهاراته الفائقة وأهدافه الغزيرة والتي بلغت 11 هدفاً في أول مواسمه
وبعدها بأشهر معدودة سافر النجم الأعسر إلى بلاده للمشاركة مع المنتخب في مباراة ودية أمام غانا، ولكنه حول طريقه إلى مدينته الأصلية لزيارة والدته المريضة ليفتح النار على نفسه من قبل اتحاد الكرة في بلاده، خاصة بعد نهاية المباراة بفوز كاسح لغانا 4-1 وآداء متواضع من المنتخب النيجيري.
وتمكن مارتينز من الاحتفاظ بموقعه في المنتخب بعدما تقدم باعتذاره للاتحاد النيجيري، وبالفعل شارك مع النسور الخضراء في النسخة الخامسة والعشرين من البطولة الإفريقية التي استضافتها مصر، وساهم بهدفين في احتلال بلاده للمركز الثالث في البطولة.
وعلى صعيد الأندية، قدم مارتينز مواسم رائعة بقميص إنتر ميلان قبل أن يفضل الرحيل لإنجلترا، في أعقاب وصول المهاجم الأرجنتيني هيرنان كريسبو والسويدي زلاتان إبراهيموفيتش، اللذين آتيا حاملين تهديدا كبيرا لموقعه الأساسي في تشكيلة النيراتزوري الأساسية.
ورغم قصر قامته فإنه يتمتع بقوة بدنية هائلة، ترشحه ليكون هداف فريقه الأوحد، إن اعتمد عليه فوجتس كمهاجم أوحد في المراحل الأخيرة من التصفيات المؤهلة للبطولة، التي تصدر فيها النسور المجموعة الثالثة من دون أي عقبات.
مدرب الفريق: بيرتي فوجتس
طالما احتار النقاد في تصنيف المدير الفني الأسبق للمنتخب الألماني بيرتي فوجتس، خاصة بعد فشله في إثبات كفاءته التي ظهرت مع منتخب بلاده.
ويملك فوجتس رقمين يؤهلاه لوصول إلى مكانة عالية بين أبناء مهنته، إذ يعد أطول المدربين أمداً مع المنتخب الألماني، بعدما قاده لثماني سنوات في منصب المدير الفني، بعد قضاء ستة أعوام مساعاد للقيصر فرانتس بيكنباور.
ومنذ رحل فوجتس عن بلاده تركز عمله في قيادة المنتخبات، إلا أن نتائجه قتلت إنجاز فوزه مع بلاده بطولة كأس الأمم الأوروبية في 1996.
فبداية من النتائج المخيبة للآمال مع أسكتلندا وتذيله المجموعة في التصفيات المؤهلة لكأس العالم الأخيرة، إلى تجربته الضعيفة مع المنتخب الكويتي الذي تذيل ترتيب بطولة الخليج لا يسهل توقع نجاح فوجتس مع المنتخب النيجيري من عدمه في 2008.
إلا أن كل هذا لم يجعل ثقة المدرب الألماني في قدراته أو قدرات فريقه تهتز، معلقا على تهويلات الصحف بشأن صعوبة تلك المجموعة الثانية قائلا: "لا مشكلة في التأهل، نملك من الإمكانيات ما يساعدنا على تخطي منافسينا والحصول على بطاقة المرور إلى الدور الثاني .. سننجح في تحقيق ذلك