حينما تتابع أسماء فرق المجموعة الثانية في بطولة كأس الأمم الإفريقية غانا 2008، قد يكون أول ما يطرأ على ذهنك هو القوة الهجومية الكاسحة لنيجيريا أو كوت ديفوار، ولكنك وقتها تكون مخطئاً بتجاهل منتخباً مكافحاً مثل مالي التي لا تمتلك سوى اسمين أو ثلاثة يمثلون مصدر قوة الفريق.
فربما لايكافئ نجوم مالي مشاهير كوت ديفوار عدداً، لكن توزيعه الدقيق داخل المستطيل الأخضر يضرب بقوة نيجيريا ورفاق ديديه دروجبا الهجومية عرض الحائط، خاصة أن خط وسط نسور مالي القوي يجعل باقي الفرق تقف عاجزة عن اختراقه، وهو ما يمثل ورقتهم الرابحة في غانا.
فعندما يجاور مامادو ديارا زميله الشاب محمد سيسوكو يصبح خط دفاع مالي مؤمناً من أخطاء لاعبيه، ويبدأ الفريق الخصم من المعاناة من بطئ هجومي ملحوظ.
ويتشابه المنتخب المالي مع نظيره الفرنسي في تلك النقطة إذ أن تواجد باتريك فييرا وكلود ماكليلي معا بمنح مهاجمي القدرة على التركيز تماماً في المهامهم الهجومية.
ومن المفارقات أنه فور انتقال ديارا إلى النادي الملكي الإسباني ريال مدريد لقب بـ"ماكليلي الجديد"، إذ كان أول من تمكن من شغل المكان الذي تركة لاعب الارتكاز الفرنسي بعد رحيله إلى تشيلسي، فيما وصف رافايل بينيتث مدرب الحمر اللاعب المالي سيسوكو بأنه فييرا الجديد.
ورغم أن خط الوسط المدافع يعد أحد أهم الورقات الرابحة في صفوف المنتخب المالي، إلا أنهم يسعون لشن هجمات قوة يقودها صانع الألعاب القوي سيدو كيتا، الذي وبات له مكانا رئيسياً في تشكيلة فريق سيفيليا الإسباني.
كما يملك النسور المهاجم القوي فريدريك كانوتيه، الذي يعد نجم الفريق الأبرز وأمل سكان باماكو في الوصول إلى شباك الخصوم وجلب نقاط التقدم في رحلة المنتخب المالي نحو اللقب.
ويبقى دائماً مدافع ليفربول الإنجليزي الأسبق جيمي تراوري أحد أبرز مدافعي خط ظهر المنتخب المالي، وهو الخط الذي لا يمتلك خبرات عالمية واسعة، ولكن شباكه لم تهتز سوى مرى واحدة خلال التصفيات المؤهلة لغانا 2008 ضمن ست مباريات خاضوها.
وصعدت مالي كأول المجموعة التاسعة في جدول التصفيات برصيد 12 نقطة من ثلاثة انتصارات، وثلاثة تعادلات، وسجل خال من الهزائم، ولحقتها بها بنين كثاني المجموعة ذاتها.
ويسعى المنتخب الشاب لتسجيل أول بطولة لصالحه، خاصة أن مالي لم تتمكن من تحقيق إنجاز مقارب لما وصلت له عام 1972 مالي التي لم ترتق عن المركز الثاني الذي تحقق عام 72 في سجل البطولات الإفريقية للمنتخبات.
نجم الفريق: فريدي كانوتيه
أهدر الهداف المالي فريدريك كانوتيه على نفسه فرصة اللعب للمنتخب الفرنسي، مفضلاً تمثيل بلده الأم في خطوة تظهر مدى احترامه لدولته القابعة غرب القارة الإفريقية، وتبرز أي نوع من اللاعبين هو نجم سيفيليا الإسباني الحالي.
بدأ كانوتيه حياته الاحترافية مع أوليمبيك ليون الفرنسي عام 1997، ليلفت أنظار مدرب المنتخب الفرنسي للناشئين تحت 18 عاماً، والذي مثله كانوتيه معلناً عن موهبة ممزوجة بقوة جسمانية قلما يجتمعان.
وحين طُلب من كانوتيه الانضمام للمنتخب المالي استجاب على الفور، وذلك قبل أن يمثل منتخب الديوك الأوليمبي والذي كان ليقطع الطريق أمام النجم الأسمر لمشاركة منتخب بلاده الأصلية.
وحاولت الأندية الأوروبية اجتذاب كانوتيه بعد تألقه الكبير، حتى نجح نادي وست هام في التعاقد معه عام 2000، ومثله لثلاث سنوات سجل فيها 31 هدفاً قبل انضمامه إلى توتنام في 2003.
لم يظهر كانوتيه بكامل قوته مع توتنام في العامين اللذين لعبهما في "وايت هارت لين" واكتفى بإحراز 16 هدفاً مع توتنام الذي كان يعاني بوجه عام من ضعف في قدرات الفريق الفردية.
ولكن الفرصة التي منحها سيفيليا للمهاجم الفارع صاحب الـ30 عاما في الليجا أحيت في الأذهان صورة الهداف النموذجي الذي لا يهدر أضعف الفرص ويصبح محط كل تمريرات رفاقه في الملعب.
ونجح كانوتيه في إحراز العديد من الألقاب تحت قيادة خواندي راموس وقتها، وحقق كأس الاتحاد الأوروبي في عامين متتاليين فضلا عن كأس الملك.
مدرب الفريق: جون فرانسوا جودار
تتماشى شخصية المدرب الفرنسي مع طريقة اللعب المثالية للمنتخب المالي، إذ يقودهم مستخدما طريقة لعب بلاده الشهيرة 4-2-3-1.
ورغم أن المدرب المخضرم لم يحقق إنجازات كبيرة في مسيرته التدريبة، التي بدأت مع منتخب شباب فرنسا في 1988، فان رحلته الطويلة حتى 2002 شهدت إنجازات أهم من الألقاب، وهي النجوم التي حملت بفضله كأس العالم وكأس أمم أوروبا مع منتخبها الأول.
ويعد كأس العالم للناشئين تحت 18 سنة مع فرنسا عام 2001 الإنجاز الوحيد لجودار.
ويملك مدافع أوليمبيك ليون الأسبق خبرة تدريبية في البلاد الصغيرة كروياً، إذ قاد المنتخب الإماراتي الأول لعامين، حتى اختير لقيادة المنتخب المالي أملا في أن يصبح المدرب الأشهر في تاريخ البلاد.